responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 190

بالرسول باتباعه في أمر الدين والدنيا وبعبارة أخرى هو الاهتداء إلى ولايته.

وبذلك يظهر حال ما قيل في تفسير قوله : « ثُمَّ اهْتَدى » فقد قيل : الاهتداء لزوم الإيمان والاستمرار عليه ما دامت الحياة ، وقيل : أن لا يشك ثانيا في إيمانه ، وقيل : الأخذ بسنة النبي وعدم سلوك سبيل البدعة ، وقيل : الاهتداء هو أن يعلم أن لعمله ثوابا يجزى عليه ، وقيل : هو تطهير القلب من الأخلاق الذميمة ، وقيل : هو حفظ العقيدة من أن تخالف الحق في شيء فإن الاهتداء بهذا الوجه غير الإيمان وغير العمل ، والمطلوب على جميع هذه الأقوال تفسير الاهتداء بمعنى لا يرجع إلى الإيمان والعمل الصالح غير أن الذي ذكروه لا دليل على شيء من ذلك.

قوله تعالى : « وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى ـ إلى قوله ـ لِتَرْضى » حكاية مكالمة وقعت بينه تعالى وبين موسى عليه‌السلام في ميعاد الطور الذي نزلت عليه فيه التوراة كما قص في سورة الأعراف تفصيلا.

وظاهر السياق أنه سؤال عن السبب الذي أوجب لموسى أن يستعجل عن قومه فيحضر ميعاد الطور قبلهم كأنه كان المترقب أن يحضروا الطور جميعا فتقدم عليهم موسى في الحضور وخلفهم فقيل له : « وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى » فقال : « هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي » أي إنهم لسائرون على أثري وسيلحقون بي عن قريب « وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى » أي والسبب في عجلي هو أن أحصل رضاك يا رب.

والظاهر أن المراد بالقوم وقد ذكر أنهم على أثره هم السبعون رجلا الذين اختارهم لميقات ربه ، فإن ظاهر تخليفه هارون على قومه بعده وسائر جهات القصة وقوله بعد : « أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ » أنه لم يكن من القصد أن يحضر بنو إسرائيل كلهم الطور.

وهذا الخطاب يمكن أن يخاطب به موسى عليه‌السلام في بدء حضوره في ميعاد الطور كما يمكن أن يخاطب في أواخر عهده به فإن السؤال عن العجل غير نفس العجل الذي يقارن المسير واللقاء وإذا لم يكن السؤال في بدء الورود والحضور استقام قوله بعد : « فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ » إلخ ، بناء على أن الفتنة كانت بعد استبطائهم غيبة موسى على ما في الآثار ولا حاجة إلى تمحلاتهم في توجيه الآيات.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 14  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست