نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 191
قوله
تعالى : « قالَ فَإِنَّا قَدْ
فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ » الفتنة الامتحان والاختبار ونسبة الإضلال إلى السامري ـ وهو
الذي سبك العجل وأخرجه لهم فعبدوه وضلوا ـ لأنه أحد أسبابه العاملة فيه.
والفاء في قوله
: « فَإِنَّا
قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ » للتعليل يعلل به ما يفهم من سابق الكلام فإن المفهوم من قول موسى : « هُمْ أُولاءِ عَلى
أَثَرِي » أن قومه على
حسن حال لم يحدث فيهم ما يوجب قلقا فكأنه قيل : لا تكن واثقا على ما خلفتهم فيه
فإنا قد فتناهم فضلوا.
وقوله : « قَوْمِكَ » من وضع الظاهر موضع المضمر ولعل المراد غير المراد به
في الآية السابقة بأن يكون ما هاهنا عامة القوم وما هناك السبعون رجلا الذين
اختارهم موسى للميقات.
قوله
تعالى : « فَرَجَعَ مُوسى إِلى
قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ـ إلى قوله ـ فَأَخْلَفْتُمْ
مَوْعِدِي » الغضبان صفة مشبهة من الغضب ، وكذا الأسف من الأسف بفتحتين وهو الحزن وشدة الغضب ، والموعد الوعد ، وإخلافهم موعده هو تركهم ما وعدوه من حسن
الخلافة بعده حتى يرجع إليهم ، ويؤيده قوله في موضع آخر : « بِئْسَما
خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ».
والمعنى : فرجع
موسى إلى قومه والحال أنه غضبان شديد الغضب ـ أو حزين ـ وأخذ يلومهم على ما فعلوا
، قال يا قوم ألم يعدكم ربك وعدا حسنا ـ وهو أن ينزل عليهم التوراة فيها حكم الله
وفي الأخذ بها سعادة دنياهم وأخراهم ـ أو وعده تعالى أن ينجيهم من عدوهم ويمكنهم
في الأرض ويخصهم بنعمه العظام «
أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ » وهو مدة مفارقة موسى إياهم حتى يكونوا آيسين من رجوعه
فيختل النظم بينهم «
أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ » فطغوتم بالكفر به بعد الإيمان وعبدتم العجل « فَأَخْلَفْتُمْ
مَوْعِدِي » وتركتم ما وعدتموني من حسن الخلافة بعدي.
وربما قيل في
معنى قوله : «
فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي » بعض معان أخر :
كقول بعضهم إن
إخلافهم موعده أنه أمرهم أن يلحقوا به فتركوا المسير على أثره ، وقول بعضهم هو أنه
أمرهم بطاعة هارون بعده إلى أن يرجع إليهم فخالفوه
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 14 صفحه : 191