responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 30

مغفرة ما قبل الإيمان من الذنوب وأما ما بعد ذلك فمسكوت عنه ، ومن ذلك أن المراد مغفرة الكبائر وهي بعض الذنوب إلى غير ذلك ، وهذه وجوه ضعيفة لا يعبأ بها.

وقال الزمخشري في الكشاف : فإن قلت : ما معنى التبعيض في قوله : ( مِنْ ذُنُوبِكُمْ )؟ قلت : ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين بقوله : ( وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) ( يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) ، وقال في خطاب المؤمنين : ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ـ إلى أن قال ـ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء ، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين ، ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد. انتهى.

وكأن مراده أن المغفور من الذنوب في الفريقين واحد وهو جميع الذنوب ، إلا أن تشريف مقام الإيمان أوجب أن يصرح في المؤمنين بمغفرة الجميع ، ويقتصر في وعد الكفار على مغفرة البعض والسكوت عن الباقي ، ومغفرة بعضها لا تنافي مغفرة البعض الآخر ، فليكن هذا مراده وإلا فمجرد التفرقة بين الخطابين لا ينتج ارتكاب مخالفة الواقع بتاتا.

وقوله : ( وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) أي لا يعاجلكم بالعقوبة والهلاك ويؤخركم إلى الأجل الذي لا يؤخر وقد سماه لكم ولا يبدل القول لديه ، وقد تقدم في تفسير أول سورة الأنعام أن الأجل أجلان : أجل موقوف معلق ، وأجل مسمى لا يؤخر.

ومن الدليل على هذا الذي ذكرناه قول نوح لقومه في هذا المقام على ما حكاه الله سبحانه : ( وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ ) : نوح : ٤.

قوله تعالى : ( قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) قد تقدم في مباحث النبوة في الجزء الثاني من الكتاب أن الآية المعجزة حجة عامة على نبوة النبي لا حجة عامية وخاصة الوحي والنبوة التي هي نوع اتصال بالغيب أمر خارق للعادة الجارية بين أفراد الإنسان لا يجدونها من أنفسهم فعلى من يدعيها الإثبات ولا طريق إلى إثباتها إلا بالإتيان بخارق عادة آخر

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست