responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 31

يدل على صحة هذا الاتصال الغيبي لأن حكم الأمثال واحد ، وإذا جاز أن تخترق العادة بشيء جاز أن تخترق بما يماثله.

والرسل عليه‌السلام لما احتجوا على كفار أممهم في النبوة العامة بقولهم : ( يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) عادت الكفار إليهم بطلب الدليل منهم على ما يدعونه من النبوة لأنفسهم معتذرين في ذلك بقولهم : ( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ) ، ثم صرحوا بما يطلبونه من الدليل وهو الآية المعجزة بقولهم : ( فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ).

فالمعنى سلمنا أن من مقتضى العناية الإلهية أن يدعونا إلى المغفرة والرحمة ، لكنا لا نسلم لكم أن هذه الدعوة قائمة بكم كما تدعون فإنكم بشر مثلنا لا تزيدون علينا بشيء ، ولو كان مجرد البشرية يوجب ذلك لكنا وجدناه من أنفسنا ونحن بشر ، فإن كنتم صادقين في دعواكم هذه فأتونا بسلطان مبين أي ببرهان قاطع يتسلط على عقولنا ويضطرنا إلى الإذعان بنبوتكم وهو آية معجزة غيبية تخرق العادة كما أن ما تدعونه خارق مثلها.

وبهذا البيان يظهر أولا أن كلامهم هذا من قبيل منع الدعوى ، وقولهم : ( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ) سند المنع ، وقولهم : ( فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) تصريح بطلب الدليل.

وثانيا أن قولهم : ( تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا ) من قبيل الاعتراض الواقع بين المنع وسنده ومعناه أنكم لما كنتم بشرا مثلنا لا فضل لكم علينا بشيء فلا وجه لأن نقبل منكم ما لا نجده من أنفسنا ولا نعهده من أمثالنا ، والذي نعهده من أمثال هذه الأمور أنها إنما تظهر عن أغراض ومطامع دنيوية مادية فليس إلا أنكم تريدون أن تصرفونا عن سنتنا القومية وطريقتنا المثلى.

قوله تعالى : ( قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ ) إلى آخر الآية جواب الرسل عما أوردوه على رسالتهم بأنكم بشر مثلنا فلستم ذوي هوية ملكوتية حتى تتصلوا بالغيب فإن كنتم صادقين في دعواكم هذه القدرة الغيبية فأتونا بسلطان مبين.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 12  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست