نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 238
الكبير منهما فإن الذئب أكله ، وأما الصغير فخلفناه عند أبيه وهو به ضنين
وعليه شفيق. قال : فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ـ فإن لم تأتوني
به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون ـ قالوا : سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون.
فلما رجعوا إلى
أبيهم وفتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم في رحالهم ـ قالوا : يا أبانا ما نبغي؟ هذه
بضاعتنا ردت إلينا ـ وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير ـ فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا
له لحافظون ـ قال : هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل.
فلما احتاجوا
بعد ستة أشهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة ـ وبعث معهم ابن يامين وأخذ عنهم
بذلك موثقا من الله ـ لتأتنني به إلا أن يحاط بكم أجمعين ـ فانطلقوا مع الرفاق حتى
دخلوا على يوسف ـ فقال : هل معكم ابن يامين؟ قالوا : نعم هو في الرحل ـ قال لهم :
فأتوني به وهو في دار الملك قد خلا وحده ـ فأدخلوه عليه فضمه إليه وبكى وقال له :
أنا أخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل ـ واكتم ما أخبرتك به ولا تحزن ولا تخف.
ثم أخرجه إليهم
وأمر فتيانه أن يأخذوا بضاعتهم ـ ويعجلوا لهم الكيل فإذا فرغوا جعلوا المكيال في
رحل ابن يامين ـ ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا ـ فلحقهم يوسف وفتيته
فنادوا فيهم قال : أيتها العير إنكم لسارقون ، قالوا وأقبلوا عليهم : ما ذا تفقدون؟
قالوا : نفقد صواع الملك ـ ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم قالوا : تالله لقد
علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ـ قالوا : فما جزاؤه إن كنتم كاذبين؟
قالوا : جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه.
قال : فبدأ
بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه ـ قالوا : إن يسرق فقد سرق أخ له
من قبل فقال لهم يوسف : ارتحلوا عن بلادنا. قالوا : يا أيها العزيز إن له أبا شيخا
كبيرا ـ وقد أخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه فخذ أحدنا مكانه ـ إنا نراك من
المحسنين إن فعلت ، قال : معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ـ فقال
كبيرهم : إني لست أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ـ أو يحكم الله لي.
ومضى إخوة يوسف
حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم : فأين ابن يامين؟ قالوا : ابن يامين سرق مكيال
الملك ـ فأخذه الملك بسرقته فحبس عنده ـ فاسأل أهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك
ـ فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 238