responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 221

وكان يعقوب عليه‌السلام عالما بأن الحذر لا يدفع القدر ولكن كان ما قاله لبنيه حاجة في نفسه فقضى يعقوب تلك الحاجة أي أزال به اضطراب قلبه وأذهب به القلق عن نفسه.

وقول بعضهم : إن المعنى أن الله لو قدر أن تصيبهم العين لإصابتهم وهم متفرقون كما تصيبهم مجتمعين.

وقول بعضهم : إن معنى قوله : « وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ » إلخ إنه لذو يقين ومعرفة بالله لأجل تعليمنا إياه ولكن أكثر الناس لا يعلمون مرتبته.

وقول بعضهم : إن اللام في « لِما عَلَّمْناهُ » للتقوية والمعنى أنه يعلم ما علمناه فيعمل به لأن من علم شيئا وهو لا يعمل به كان كمن لا يعلم. إلى غير ذلك من أقاويلهم.

قوله تعالى : « وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ » الإيواء إليه ضمه وتقريبه منه في مجلسه ونحوه ، والابتئاس اجتلاب البؤس والاغتمام والحزن ، وضمير الجمع للإخوة.

ومعنى الآية : « وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ » بعد دخولهم مصر « آوى » وقرب « إِلَيْهِ أَخاهُ » الذي أمرهم أن يأتوا به إليه وكان أخا له من أبيه وأمه « قالَ » له « إِنِّي أَنَا أَخُوكَ » أي يوسف الذي فقدته منذ سنين ـ والجملة خبر بعد خبر أو جواب سؤال مقدر « فَلا تَبْتَئِسْ » ولا تغتم « بِما كانُوا » أي الإخوة « يَعْمَلُونَ » من أنواع الأذى والمظالم التي حملهم عليها حسدهم لي ولك ونحن أخوان من أم أو لا تبتئس بما كان غلماني يعملون فإنه كيد لحبسك عندي.

وظاهر السياق أنه عرفه نفسه بإسرار القول إليه وسلاه على ما عمله الإخوة وطيب نفسه فلا يعبأ بقول بعضهم إن معنى قوله : إني أنا أخوك : أنا أخوك مكان أخيك الهالك ـ وقد كان أخبره أنه كان له أخ من أمه هلك من قبل فبقي وحده لا أخ له من أمه ـ ولم يعترف يوسف له بالنسب ولكنه أراد أن يطيب نفسه.

وذلك أنه ينافيه ما في قوله : « إِنِّي أَنَا أَخُوكَ » من وجوه التأكيد وذلك إنما يناسب تعريفه نفسه بالنسب ليستيقن أنه هو يوسف. على أنه ينافي أيضا ما سيأتي من قوله لإخوته عند تعريفهم نفسه : « أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا » فإنه إنما يناسب ما إذا علم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست