responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 220

فقوله : « ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ » أي لم يكن من شأن يعقوب أو هذا الأمر الذي اتخذه وسيلة لتخلصهم من هذه المصيبة النازلة أن يغني عنهم من الله شيئا البتة ويدفع عنهم ما قضى الله أن يفارق اثنان منهم جمعهم بل أخذ منهم واحد وفارقهم ولزم أرض مصر آخر وهو كبيرهم.

وقوله : « إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها » قيل : إن « إِلَّا » بمعنى لكن أي لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها الله فرد إليه ولده الذي فقده وهو يوسف.

ولا يبعد أن يكون « إِلَّا » استثنائية فإن قوله : « ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ » في معنى قولنا : لم ينفع هذا السبب يعقوب شيئا أو لم ينفعهم جميعا شيئا ولم يقض الله لهم جميعا به حاجة إلا حاجة في نفس يعقوب ، وقوله : « قَضاها » استئناف وجواب سؤال كان سائلا يسأل فيقول : ما ذا فعل بها؟ فأجيب بقوله : « قَضاها ».

وقوله : « وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ » الضمير ليعقوب أي إن يعقوب لذو علم بسبب ما علمناه من العلم أو بسبب تعليمنا إياه وظاهر نسبة التعليم إليه تعالى أنه علم موهبي غير اكتسابي وقد تقدم أن إخلاص التوحيد يؤدي إلى مثل هذه العناية الإلهية ، ويؤيد ذلك أيضا قوله تعالى بعده : « وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ » إذ لو كان من العلم الاكتسابي الذي يحكم بالأسباب الظاهرية ويتوصل إليه من الطرق العادية المألوفة لعلمه الناس واهتدوا إليه.

والجملة : « وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ » إلخ ، ثناء على يعقوب عليه‌السلام ، والعلم الموهبي لا يضل في هدايته ولا يخطئ في إصابته والكلام كما يفيده السياق يشير إلى ما تفرس له يعقوب عليه‌السلام من البلاء وتوسل به من الوسيلة وحاجته في يوسف في نفسه لا ينساها ولا يزال يذكرها ، فمن هذه الجهات يعلم أن في قوله : « وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ » إلخ ، تصديقا ليعقوب عليه‌السلام فيما قاله لبنيه وتصويبا لما اتخذه من الوسيلة لحاجته بأمرهم بما أمر وتوكله على الله فقضى الله له حاجة في نفسه.

هذا ما يعطيه التدبر في سياق الآيات وللمفسرين أقوال عجيبة في معنى الآية كقول بعضهم : إن المراد بقوله : « ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ ـ إلى قوله ـ قَضاها »إنه لم يكن دخولهم كما أمرهم أبوهم يغني عنهم أو يدفع عنهم شيئا أراد الله إيقاعه بهم من حسد أو أصابه عين

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 11  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست