نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 114
حذرا عليه منه ـ أن يكون البلوى من الله عز وجل على يعقوب من يوسف خاصة ـ لموقعه
في قلبه وحبه له.
قال : فغلب
قدرة الله وقضاؤه ـ ونافذ أمره في يعقوب ويوسف وإخوته ـ فلم يقدر يعقوب على دفع
البلاء عن نفسه ولا يوسف وولده ، فدفعه إليهم وهو لذلك كاره ـ متوقع البلوى من
الله في يوسف.
فلما خرجوا من
منزلهم لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم ـ وضمه إليه واعتنقه وبكى ودفعه إليهم ـ فانطلقوا
به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ـ ولا يدفعه إليهم فلما أمعنوا به أتوا به غيضة
أشجار ـ فقالوا : نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة ـ فيأكله الذئب الليلة فقال كبيرهم
: « لا
تَقْتُلُوا يُوسُفَ » ولكن « أَلْقُوهُ
فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ـ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ
فاعِلِينَ ».
فانطلقوا به
إلى الجب فألقوه فيه ـ وهم يظنون أنه يغرق فيه فلما صار في قعر الجب ـ ناداهم : يا
ولد رومين أقرءوا يعقوب السلام مني ـ فلما رأوا كلامه ، قال بعضهم لبعض : لا
تزولوا من هاهنا حتى تعلموا أنه قد مات ـ فلم يزالوا بحضرته حتى أيسوا « ورجعوا
إلى أبيهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا ـ إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا ـ فأكله
الذئب ».
فلما سمع
مقالتهم استرجع واستعبر ـ وذكر ما أوحى الله عز وجل إليه من الاستعداد للبلاء ـ فصبر
وأذعن للبلوى وقال لهم : «
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً » وما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب ـ من قبل أن أرى
تأويل رؤياه الصادقة.
قال أبو حمزة :
ثم انقطع حديث علي بن الحسين عليهالسلام عند هذا.
قال أبو حمزة :
فلما كان من الغد غدوت إليه وقلت له : جعلت فداك إنك حدثتني أمس بحديث ليعقوب
وولده ـ ثم قطعته فيما كان من قصة إخوة يوسف وقصة يوسف بعد ذاك؟ فقال : إنهم لما
أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف : أمات أم هو حي؟.
فلما انتهوا
إلى الجب وجدوا بحضرة الجب سيارة ـ وقد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ـ فإذا جذب دلوه
فإذا هو غلام معلق بدلوه ـ فقال لأصحابه : يا بشرى هذا غلام ـ فلما
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 11 صفحه : 114