responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 140

الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ » يونس : ـ ٢.

وأما وجه خطابه إلى الناس وهو الذي يتلقاه الناس من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو ما يلقيه إلى الناس من المعنى في ضمن تلاوته كلام الله عليهم بعنوان الرسالة أني أدعوكم إلى الله دعوة نذير وبشير ، وهذا الوجه من الخطاب هو الذي عنى به في قوله : « أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ » إلخ.

فالآية من كلام الله تفسر معنى إحكام آيات الكتاب ثم تفصيلها بحكاية ما يتلقاه الناس من دعوة الرسول إياهم بتلاوة كتاب الله عليهم ، وليس كلاما للرسول بطريق الحكاية ولا بتقدير القول ولا من الالتفات في شيء ، ولا أن التقدير : أمركم بأن لا تعبدوا أو : « فصلت آياته لأن لا تعبدوا إلا الله » بأن يكون قوله : « أَلَّا تَعْبُدُوا » نفيا لا نهيا فإن قوله بعد : « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ » معطوف على قوله : ( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ ) ، وهو يشهد بأن « أَلَّا تَعْبُدُوا » نهي لا نفي. على أن التقدير لا يصار إليه من غير دليل فافهم ذلك فإنه من لطيف صنعة البلاغة في الآية.

وعلى هذا فقوله : « أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ » دعوة إلى توحيد العبادة بالنهي عن عبادة غير الله من الآلهة المتخذة شركاء لله ، وقصر العبادة فيه تعالى ، وقوله : « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ » أمر بطلب المغفرة من الله وقد اتخذوه ربا لهم برفض عبادة غيره ثم أمر بالتوبة والرجوع إليه بالأعمال الصالحة ويتحصل من الجميع سلوك الطريق الطبيعي الموصل إلى القرب والزلفى منه تعالى ، وهو رفض الآلهة دون الله ثم طلب المغفرة والطهارة النفسانية للحضور في حظيرة القرب ثم الرجوع إليه تعالى بالأعمال الصالحة.

وقد جيء بأن التفسيرية ثانيا في قوله : « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا » إلخ ، لاختلاف ما بين المرحلتين اللتين يشير إليهما قوله : « أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ » وهي مرحلة التوحيد بالعبادة مخلصا ، وقوله : « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ » وهي مرحلة العمل الصالح وإن كانت الثانية من نتائج الأولى وفروعها.

ولكون التوحيد هو الأصل الأساسي والاستغفار والتوبة نتيجة وفرعا متفرعا

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست