responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 139

فيها الإحكام والتفصيل معا على الآيات ، وليس ذلك إلا من جهة معانيها فتفيد أن الإحكام والتفصيل هما في معاني هذه الآيات المتكثرة فلها جهة وحدة وبساطة وجهة كثرة وتركب ، وينطبق على ما قدمناه من المعنى لا على ما ذكره الراجع إلى مسألة التأويل والتنزيل فافهم ذلك.

وكقول بعضهم : إن المراد بالإحكام والتفصيل إجمال بعض الآيات وتبيين البعض الآخر ، وقد مثل لذلك بقوله تعالى في هذه السورة : « مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ » الآية : ـ ٢٤ ، فإنه مجمل محكم يتبين بما ورد فيها من قصة نوح وهود وصالح. وهكذا.

وفيه : أن ظاهر الآية أن الإحكام والتفصيل متحدان من حيث المورد بمعنى أن الآيات التي ورد عليها الإحكام بعينها هي التي ورد عليها التفصيل لا أن الإحكام وصف لبعض آياته والتفصيل وصف بعضها الآخر كما هو لازم ما ذكره.

وقوله تعالى : « مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ » الحكيم من أسمائه الحسنى الفعلية يدل على إتقان الصنع ، وكذا الخبير من أسمائه الحسنى يدل على علمه بجزئيات أحوال الأمور الكائنة ومصالحها ، وإسناد إحكام الآيات وتفصيلها إلى كونه تعالى حكيما خبيرا لما بينهما من النسبة.

قوله تعالى : « أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ » الآية ، وما بعدها تفسير لمضمون الآية الأولى : « كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ » وإذ كانت الآية تتضمن أنه كتاب من الله إلى ... له آيات محكمة ثم مفصلة كانت العناية في تفسيرها متوجه إلى إيضاح هذه الجهات.

ومن المعلوم أن هذا الكتاب الذي أنزله الله تعالى من عنده إلى رسوله ليتلوه على الناس ويبلغهم له وجه خطاب إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ووجه خطاب إلى الناس بوساطته أما وجه خطابه إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو الذي يتلقاه الرسول من وحي الله فهو أن أنذر وبشر وادع الناس إلى كذا وكذا ، وهذا الوجه هو الذي عني به في أول سورة يونس حيث قال تعالى : « أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 10  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست