قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ قال معناه لا تدعو
[تدع] للكفار، و الحق الانتقام من الظالمين- و مثله في سورة آل عمران «لَيْسَ لَكَ
مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ- أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظالِمُونَ».
22 سورة الحج مدنية و
آياتها ثمان و سبعون 78
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ- إِنَّ
زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ قال مخاطبة للناس عامة يَوْمَ
تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ أي تبقى و تتحير و
تتغافل وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها قال كل امرأة تموت
حاملة عند زلزلة الساعة- تضع حملها يوم القيامة و قوله وَ تَرَى النَّاسَ
سُكارى قال يعني ذاهلة عقولهم من الخوف و الفزع متحيرين- و قال وَ ما هُمْ
بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ و قوله: وَ مِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ أي يخاصم وَ يَتَّبِعُ
كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ قال المريد الخبيث- ثم خاطب الله عز و جل الدهرية و احتج
عليهم فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ
الْبَعْثِ أي في شك فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ- ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ قال المخلقة
إذا صارت دما و غير المخلقة قال السقط لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي
الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى- ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ
لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ