و قال علي بن إبراهيم ثم
ضرب الله للبعث و النشور مثلا فقال: وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً- فَإِذا
أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ- وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ
زَوْجٍ بَهِيجٍ أي حسن ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ
أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى إلى قوله مَنْ فِي الْقُبُورِ و قوله: وَ مِنَ
النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ- وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ
مُنِيرٍ قال: نزلت هذه الآية في أبي جهل ثانِيَ عِطْفِهِ قال: تولى عن الحق لِيُضِلَّ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قال: عن طريق الله و الإيمان- و قوله: وَ مِنَ النَّاسِ
مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ قال على شك فَإِنْ أَصابَهُ
خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ- وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ-
خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ
إلخ» و قوله: يَدْعُوا
مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنْفَعُهُ انقلب مشركا يدعو غير
الله و يعبد غيره- فمنهم من يعرف و يدخل الإيمان في قلبه فهو مؤمن- و يزول عن
منزلته من الشك إلى الإيمان- و منهم من يلبث على شكه و منهم من ينقلب إلى الشرك- و
أما قوله: مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ
الْآخِرَةِ فإن الظن في كتاب الله على وجهين و طريقين- ظن يقين و ظن شك فهذا ظن شك-
قال من شك أن الله لن يثيبه في الدنيا و الآخرة فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ أي يجعل بينه و بين الله دليلا- و الدليل على أن
السبب هو الدليل قول الله في سورة الكهف «وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً» أي دليلا