63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ
قَالَ: نَزَلَتْ فِي غَزْوَةِ المريسع [الْمُرَيْسِيعِ] [المتسع] وَ هِيَ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلَقِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَرَجَ إِلَيْهَا- فَلَمَّا رَجَعَ مِنْهَا نَزَلَ عَلَى بِئْرٍ، وَ كَانَ الْمَاءُ قَلِيلًا فِيهَا وَ كَانَ أَنَسُ بْنُ سَيَّارٍ حَلِيفَ الْأَنْصَارِ، وَ كَانَ جَهْجَاهُ بْنُ سَعِيدٍ الْغِفَارِيُّ أَجِيراً لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْبِئْرِ فَتَعَلَّقَ دَلْوُ ابْنِ سَيَّارٍ بِدَلْوِ جَهْجَاهٍ، فَقَالَ [ابْنُ] سَيَّارٍ دَلْوِي وَ قَالَ جَهْجَاهٌ دَلْوِي، فَضَرَبَ جَهْجَاهٌ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ ابْنِ سَيَّارٍ فَسَالَ مِنْهُ الدَّمُ، فَنَادَى [ابْنُ] سَيَّارٍ بِالْخَزْرَجِ وَ نَادَى جَهْجَاهٌ بِقُرَيْشٍ وَ أَخَذَ النَّاسُ السِّلَاحَ وَ كَادَ أَنْ تَقَعَ الْفِتْنَةُ- فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ النِّدَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا فَأَخْبَرُوهُ بِالْخَبَرِ فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً- ثُمَّ قَالَ قَدْ كُنْتُ كَارِهاً لِهَذَا الْمَسِيرِ إِنِّي لَأَذَلُّ الْعَرَبَ، مَا ظَنَنْتُ أَنِّي أَبْقَى إِلَى أَنْ أَسْمَعَ مِثْلَ هَذَا- فَلَا يَكُنْ عِنْدِي تَعْيِيرٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: هَذَا عَمَلُكُمْ أَنْزَلْتُمُوهُمْ مَنَازِلَكُمْ- وَ وَاسَيْتُمُوهُمْ بِأَمْوَالِكُمْ وَ وَقَيْتُمُوهُمْ بِأَنْفُسِكُمْ- وَ أَبْرَزْتُمْ نُحُورَكُمْ لِلْقَتْلِ فَأَرْمَلَ نِسَاءَكُمْ وَ أَيْتَمَ صِبْيَانَكُمْ- وَ لَوْ أَخْرَجْتُمُوهُمْ لَكَانُوا عِيَالًا عَلَى غَيْرِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ وَ كَانَ فِي الْقَوْمِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ كَانَ غُلَاماً قَدْ رَاهَقَ- وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي وَقْتِ الْهَاجِرَةِ وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَاءَ زَيْدٌ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَعَلَّكَ وَهِمْتَ يَا غُلَامُ- فَقَالَ: لَا وَ اللَّهِ مَا وَهِمْتُ- فَقَالَ لَعَلَّكَ غَضِبْتَ عَلَيْهِ قَالَ لَا مَا غَضِبْتُ عَلَيْهِ- قَالَ فَلَعَلَّهُ سَفِهَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: لَا وَ اللَّهِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِشُقْرَانَ مَوْلَاهُ أَخْرِجْ فَأَخْرَجَ [أَحْدِجْ فَأَحْدَجَ] رَاحِلَتَهُ