و لا النشور بعد الموت- و إنما قالوا نحيا و نموت وَ ما
يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ إلى قوله يَظُنُّونَ فهذا ظن شك و
نزلت هذه الآية في الدهرية و جرت في الذين فعلوا ما فعلوا- بعد رسول الله ص بأمير
المؤمنين و أهل بيته ع و إنما كان إيمانهم إقرارا بلا تصديق- خوفا من السيف و رغبة
في المال، ثم حكى عز و جل قول الدهرية فقال وَ إِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ- ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا
بِآبائِنا- إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي أنكم تبعثون بعد الموت- فقال الله قُلِ اللَّهُ
يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا
رَيْبَ فِيهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ و قوله وَ يَوْمَ
تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ الذين أبطلوا دين الله-
و قوله وَ تَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً أي على ركبها كُلُّ أُمَّةٍ
تُدْعى إِلى كِتابِهَا قال إلى ما يجب عليهم من أعمالهم- ثم قال: هذا كِتابُنا
يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ الآيتان محكمتان-.
، و قال علي بن إبراهيم
في قوله وَ قِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ أي نترككم فهذا نسيان الترك كَما
نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ
ناصِرِينَ- ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً و هم الأئمة أي
كذبتموهم و استهزأتم بهم فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها يعني من النار وَ لا هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ أي لا يجاوبون و لا يقبلهم الله فَلِلَّهِ الْحَمْدُ
رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ- وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ يعني القدرة فِي
السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.