و أما قوله وَ قَضَيْنا
إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ أي أعلمناهم- ثم انقطعت مخاطبة بني
إسرائيل و خاطب أمة محمد ص فقال لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ يعني فلانا و
فلانا و أصحابهما و نقضهم العهد وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً يعني ما ادعوه
من الخلافة فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما يعني يوم الجمل بَعَثْنا
عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ يعني أمير المؤمنين ع و
أصحابه فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أي طلبوكم و قتلوكم وَ كانَ وَعْداً
مَفْعُولًا يعني يتم و يكون ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ يعني بني أمية
على آل محمد وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ
أَكْثَرَ نَفِيراً من الحسن و الحسين ابنا علي و أصحابهما- فقتلوا الحسين بن
علي و سبوا نساء آل محمد إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ
أَسَأْتُمْ فَلَها- فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ يعني القائم و أصحابه (لِيَسُوؤُا
وُجُوهَكُمْ) يعني يسودون وجوههم وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما
دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني رسول الله ص و أصحابه- و أمير المؤمنين ع و
أصحابه وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً أي يعلوا عليكم
فيقتلوكم- ثم عطف على آل محمد ع فقال عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ أي ينصركم على
عدوكم- ثم خاطب بني أمية فقال وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا يعني عدتم بالسفياني
عدنا بالقائم من آل محمد ع وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي حبسا يحصرون
فيها ثم قال عز و جل إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي أي يبين لِلَّتِي
هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ يعني آل محمد ع الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ- أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ثم عطف على بني أمية
فقال وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ- أَعْتَدْنا لَهُمْ
عَذاباً أَلِيماً و قوله وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ
بِالْخَيْرِ- وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا قال يدعو على أعدائه بالشر- كما يدعو
لنفسه بالخير و يستعجل الله بالعذاب- و هو قوله وَ كانَ الْإِنْسانُ
عَجُولًا
و قوله: وَ جَعَلْنَا
اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ- فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ
النَّهارِ مُبْصِرَةً قال المحو في القمر