(13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ- وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ- اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها يعني بغير أسطوانة ترونها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ- كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى إلى قوله يَتَفَكَّرُونَ فإنه محكم وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ أي متصلة بعضها إلى بعض وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ أي بساتين وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ و الصنوان الفتالة التي نبت من أصل الشجرة وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ- وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فمنه حلو و منه حامض و منه مر يسقى بماء واحد إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ثم حكى عز و جل قول الدهرية من قريش فقال وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذا كُنَّا تُراباً- أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ثم قال أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ- وَ أُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ و كانوا يستعجلون العذاب فقال الله عز و جل وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ- وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ أي العذاب و قوله وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا- لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ- وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْمُنْذِرُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الْهَادِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ بَعْدَهُ الْأَئِمَّةُ ع
و هو قوله «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ» أي في كل زمان إمام هاد مبين- و هو رد على من ينكر أن في كل عصر و زمان إماما- و أنه لا تخلو الأرض من حجة
كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع «لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ إِمَامٍ قَائِمٍ بِحُجَّةِ اللَّهِ- إِمَّا ظَاهِرٍ مَشْهُورٍ وَ إِمَّا خَائِفٍ مَقْهُورٍ- لِئَلَّا يَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ
» و الهدى في كتاب الله عز و جل على