و الدليل على ذلك قوله «فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ» يعني أمير
المؤمنين كما أخذ رسول الله ص الميثاق عليهم له «وَ أَمَّا الَّذِينَ
كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً
وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً» فرد الله عليهم- فقال «وَ ما يُضِلُّ بِهِ
إِلَّا الْفاسِقِينَ- الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ
مِيثاقِهِ في علي وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» يعني من صلة
أمير المؤمنين ع و الأئمة ع «وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ
الْخاسِرُونَ»
قوله كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ أي نطفة ميتة و علقة و
أجرى فيكم الروح فأحياكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ بعد ثُمَّ
يُحْيِيكُمْ في القيامة ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و الحياة في
كتاب الله على وجوه كثيرة، فمن الحياة ابتداء خلق الإنسان- في قوله «فَإِذا
سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي» فهي الروح المخلوق
خلقه الله و أجرى في الإنسان «فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ».
و الوجه الثاني من
الحياة يعني به إنبات الأرض- و هو قوله يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها و الأرض الميتة
التي لا نبات لها فإحياؤها بنباتها.
و وجه آخر من الحياة و
هو دخول الجنة و هو قوله «اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا
دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ» يعني الخلود في الجنة و الدليل على ذلك قوله «وَ إِنَّ
الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ».
و أما قوله وَ إِذْ
قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ
اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ