و الاستهزاء من الله هو
العذاب «وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ» أي يدعهم.
قوله أُولئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى و الضلالة هنا الحيرة و
الهدى هو البيان- و اختاروا الحيرة و الضلالة على الهدى و البيان- فضرب الله فيهم
مثلا- فقال مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً- فَلَمَّا
أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ- وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا
يُبْصِرُونَ قوله صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ و الصم الذي لا يسمع و
البكم الذي يولد من أمه أعمى- و العمى الذي يكون بصيرا ثم يعمى- قوله أَوْ
كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ أي كمطر من السماء- و هو مثل الكفار قوله يَخْطَفُ
أَبْصارَهُمْ أي يعمي
قوله إِنْ
كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا أي في شك- قوله فَأْتُوا
بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَداءَكُمْ يعني الذين عبدوهم و
أطاعوهم مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
قوله كُلَّما
رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً- قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ
وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً قال يؤتون من فاكهة واحدة على ألوان متشابهة-
قوله وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ أي لا يحضن و لا يحدثن.
و أما قوله إِنَّ
اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها-
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ- وَ
أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا-
يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً فإنه