ثم قال وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ- وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ- وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ قال نسخت قوله «وَ الَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ».
9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129
بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بَعْدَ مَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ لَمْ يَمْنَعِ الْمُشْرِكِينَ الْحَجَّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ- وَ كَانَ سُنَّةٌ فِي الْعَرَبِ فِي الْحَجِّ- أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ وَ طَافَ بِالْبَيْتِ فِي ثِيَابِهِ- لَمْ يَحِلَّ لَهُ إِمْسَاكُهَا وَ كَانُوا يَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَ لَا يَلْبَسُونَهَا بَعْدَ الطَّوَافِ، وَ كُلُّ مَنْ وَافَى مَكَّةَ يَسْتَعِيرُ ثَوْباً وَ يَطُوفُ فِيهِ ثُمَّ يَرُدُّهُ- وَ مَنْ لَمْ يَجِدْ عَارِيَّةً اكْتَرَى ثِيَاباً- وَ مَنْ لَمْ يَجِدْ عَارِيَّةً وَ لَا كِرَاءً- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ طَافَ بِالْبَيْتِ عُرْيَاناً- فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسِيمَةٌ جَمِيلَةٌ- فَطَلَبَتْ ثَوْباً عَارِيَّةً أَوْ كِرَاءً فَلَمْ تَجِدْهُ، فَقَالُوا لَهَا إِنْ طُفْتِ فِي ثِيَابِكِ احْتَجْتِ أَنْ تَتَصَدَّقِي بِهَا- فَقَالَتْ وَ كَيْفَ أَتَصَدَّقُ بِهَا وَ لَيْسَ لِي غَيْرُهَا- فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ عُرْيَانَةً، وَ أَشْرَفَ عَلَيْهَا النَّاسُ- فَوَضَعَتْ إِحْدَى يَدَيْهَا عَلَى قُبُلِهَا- وَ الْأُخْرَى عَلَى دُبُرِهَا فَقَالَتْ مُرْتَجِزَةً:
الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ
فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ
فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنَ الطَّوَافِ- خَطَبَهَا جَمَاعَةٌ فَقَالَتْ إِنَّ لِي زَوْجاً.
وَ كَانَتْ سِيرَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص قَبْلَ نُزُولِ سُورَةِ الْبَرَاءَةِ أَنْ لَا يُقَاتِلَ إِلَّا مَنْ قَاتَلَهُ- وَ لَا يُحَارِبَ إِلَّا مَنْ حَارَبَهُ وَ أَرَادَهُ- وَ قَدْ كَانَ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ