ثم ذكر فضل المجاهدين
على القاعدين فقال لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ
أُولِي الضَّرَرِ يعني الزمن كما ليس على الأعمى حرج وَ الْمُجاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ إلى آخر الآية و قوله إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قال نزلت فيمن اعتزل
أمير المؤمنين ع و لم يقاتل معه- فقالت الملائكة لهم عند الموت فِيمَ
كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ أي لم نعلم مع من الحق-
فقال الله أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها أي دين الله و
كتاب الله واسع فتنظروا فيه فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ
مَصِيراً ثم استثنى فقال إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ
النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا
، و قوله وَ مَنْ
يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً أي يجد خيرا
إذا جاهد مع الإمام- و قوله وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً
إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلَى اللَّهِ قال إذا خرج إلى الإمام ثم مات قبل أن يبلغه- و قوله وَ إِذا
ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ- فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ
الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا