نفسه لحم الجمل- فقال اليهود إن لحم الجمل محرم في التوراة،
فقال عز و جل لهم فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إنما حرم هذا
إسرائيل على نفسه و لم يحرمه على الناس- و هذا حكاية عن اليهود و لفظه لفظ الخبر.
و قوله إِنَّ
أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ قال معنى بكة إن الناس
يبك[1] بعضهم بعضا
في الزحام و قوله وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
، و قوله وَ لِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ أي من ترك الحج
و هو مستطيع فقد كفر، و الاستطاعة هي القوة و الزاد و الراحلة، و قوله اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ فإنه منسوخ بقوله «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» و قوله وَ
اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً قال التوحيد و الولاية
و قال علي بن إبراهيم في
قوله وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ- إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْفإنها نزلت في الأوس و الخزرج كان الحرب بينهم
مائة سنة لا يضعون السلاح بالليل و لا بالنهار- حتى ولد عليه الأولاد- فلما بعث
الله نبيه أصلح بينهم فدخلوا في الإسلام و ذهبت العداوة من قلوبهم برسول الله ص و
صاروا إخوانا،