أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي أي عهدي قالُوا
أَقْرَرْنا قالَ الله للملائكة فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ
الشَّاهِدِينَ و هذه مع الآية التي في سورة الأحزاب في قوله «وَ إِذْ
أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ الآية» و الآية
التي في سورة الأعراف قوله «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» قد كتبت هذه الثلاث آيات في ثلاث سور.
ثم قال عز و جل أَ فَغَيْرَ
دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ قال أ غير هذا الذي قلت لكم أن تقروا بمحمد و
وصيه وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً أي فرقا من
السيف.
ثم أمر نبيه بالإقرار
بالأنبياء و الرسل و الكتب- فقال قُلْ يا محمد آمَنَّا بِاللَّهِ وَ
ما أُنْزِلَ عَلَيْنا- وَ ما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ
إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ ما أوتي
النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ- لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ
لَهُ مُسْلِمُونَ و قوله وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ فإنه محكم-.
ثم ذكر الله عز و جل-
الذين ينقضون عهد الله في أمير المؤمنين و كفروا بعد رسول الله ص فقال كَيْفَ
يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ- وَ شَهِدُوا أَنَّ
الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ- وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ- أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ- وَ
الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ- خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ
الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ
كُفَّارٌ- فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً- وَ لَوِ
افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ فهذه كلها في
أعداء آل محمد ثم قال لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
تُحِبُّونَ أي لن تنالوا الثواب حتى تردوا على آل محمد حقهم- من الخمس و الأنفال و
الفيء.
و أما قوله كُلُّ
الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى
نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قال إن يعقوب كان يصيبه
عرق النسا- فحرم على