قال علي بن إبراهيم في قوله وَ مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ- وَ مِنْهُمْ مَنْ
إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ- إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ
قائِماً- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ فإن اليهود
قالوا يحل لنا أن نأخذ مال الأميين- و الأمييون الذين ليس معهم كتاب، فرد الله
عليهم- فقال وَ يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و قوله إِنَّ
الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا قال يتقربون
إلى الناس بأنهم مسلمون- فيأخذون منهم و يخونونهم- و ما هم بمسلمين على الحقيقة و
قوله وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ-
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ- وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قال كان اليهود يقولون
شيئا ليس في التوراة و يقولون هو في التوراة فكذبهم الله و قوله ما كانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ- ثُمَّ
يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ- وَ لكِنْ كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ أي إن عيسى لم يقل للناس إني خلقتكم- فكونوا عبادا لي من دون
الله- و لكن قال لهم كونوا ربانيين أي علماء و قوله وَ لا يَأْمُرَكُمْ
أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً قال كان قوم يعبدون
الملائكة، و قوم من النصارى زعموا أن عيسى رب، و اليهود قالوا عزير ابن الله فقال،
الله وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ
أَرْباباً.
و أما قوله وَ إِذْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ- لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ-
ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ- لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ
لَتَنْصُرُنَّهُ فإن الله أخذ ميثاق نبيه أي محمد ص على الأنبياء أن يؤمنوا
به- و ينصروه و يخبروا أممهم بخبره،