responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 4  صفحه : 506
وأما عن الثانية: فلعمري إنها ولو كانت شبهة قوية، ولكنها تنحل بعدم اشتراط إعجازه في بدو نزوله بإحراز عجز البشر الاستقبالي والبلغاء الآتين في الأعصار الآتية، بل هو شرط كونه معجزة خالدة، وإذا ثبت صدقه في أصله يثبت صدقه في خلوده، وهو المطلوب.
وبعبارة أخرى: صدق مقالته الأولية يثبت بالبرهان، وصدق مقالته الخلودية يثبت بإخباره وإظهاره، فلا ينبغي الخلط. وللمسألة طور آخر، فتدبر تعرف.
وأما عن الثالثة: فالحق ولو كان كذلك بحسب الإجمال في النوادر الاستثنائية، إلا أن الكلام في أن هذه النادرة، هل يعقل أن يكون مبدأ لهذا التحول في العالم، بإتيان هذه المجموعة في هذه الشرائط وتلك الموانع، أم يكون ذلك دليل وجود القدرة الأخرى الوسيعة، فيكون هذه النبوة العالمية دليلا على الغيب والتوحيد، ودليلا على دخالة الغيب في هذا العالم، ودليلا على نبوته العامة وصدق مقالاته وصحة كتابه ومضامينه، لاستناده إلى الغيب الواقف على الأسرار والمجهولات.
وبالجملة: لا نعني من بعثة الأنبياء أمرا خارجا عن العالم وحركاته الطبيعية والعادية، إلا أن أمثال هذه الحركات تحت شرائط، توجب استناد هذا العالم إلى القدير المتعال طبعا، وإلا يلزم أمر على خلاف الطبيعة، ويلزم معلول بلا علة، ويلزم أمر خارج العادة وخارق الطبيعة. فهربا عن وقوع ذلك لابد من الإقرار باستناده إلى أمر آخر، ومن الاعتراف بأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأخذ عن المبادئ الاخر الموجودة في العالم، القائم بها أمور العالم من قضها إلى قضيضها.


نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 4  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست