إلى الأرض ظللا- من الملائكة على آدم، و هو بواد يقال له
الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة [قال: فمسح على ظهر آدم] ثم صرخ بذريته و هم
ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي- فقال الله
لآدم: انظر ما ذا ترى فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال: الله يا آدم
هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك- لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة-
كما أخذت عليهم في السماء- قال آدم: يا رب و كيف وسعتهم ظهري قال الله: يا آدم
بلطف صنعي و نافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق قال الله: أن لا
يشركوا بي شيئا- قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه قال الله: أسكنه جنتي،
قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، و
ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم.
قال أبو جعفر: ثم عرض
الله على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي، ع فإذا
عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود و أكثر عمري- يا رب إن أنا زدت داود
من عمري ثلاثين سنة- أ ينفذ ذلك له قال: نعم يا آدم، قال: فإني قد زدته من عمري
ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك- و أطرحها من عمري! قال: فأثبت الله
لداود من عمره ثلاثين سنة- و لم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلاثين
سنة- و كانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر ع: فذلك قول الله «يَمْحُوا
اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ» قال: فمحا الله ما
كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم
هبط عليه ملك الموت ع ليقبض روحه، فقال له آدم ع: يا ملك الموت قد بقي من عمري
ثلاثون- فقال له ملك الموت أ لم تجعلها لابنك داود النبي و أطرحتها من عمرك- حيث
عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك- و عرض عليك أعمارهم- و أنت يومئذ بوادي
الروحاء فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل-
أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك- فأثبتها لداود في الزبور و
محاها من عمرك من الذكر قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر:
و كان آدم صادقا لم