حتى يقدم مكة و تقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء و هو جيش
الهملات[1] خسف بهم-
فلا يفلت منهم إلا مخبر- فيقوم القائم بين الركن و المقام فيصلي و ينصرف و معه
وزيره، فيقول:
يا أيها الناس- إنا
نستنصر الله على من ظلمنا و سلب حقنا- من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله و من
يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم، و من حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح، و
من حاجنا في إبراهيم فأنا أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ، و من حاجنا
بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد ص، و من حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين-
و من حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس ب كتاب الله، إنا نشهد و كل مسلم اليوم-
إنا قد ظلمنا و طردنا[2] و بغي
علينا- و أخرجنا من ديارنا و أموالنا و أهالينا و قهرنا، ألا إنا نستنصر الله
اليوم و كل مسلم- و يجيء، و الله ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة-
يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف[3]
يتبع بعضهم بعضا- و هي الآية التي قال الله «أَيْنَ ما تَكُونُوا
يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» فيقول رجل
من آل محمد ص و هي القرية الظالمة أهلها- ثم يخرج من مكة هو و من معه الثلاثمائة و
بضعة عشر- يبايعونه بين الركن و المقام، و معه عهد نبي الله و رايته و سلاحه و
وزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه و أمره من السماء- حتى يسمعه أهل الأرض كلهم
اسمه اسم نبي، ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ص و رايته و سلاحه و
النفس الزكية من ولد الحسين، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء
باسمه و أمره و إياك و شذاذ من آل محمد، فإن لآل محمد و علي راية و لغيرهم رايات،
فالزم الأرض و لا تتبع منهم رجلا أبدا- حتى ترى رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي
الله و رايته و سلاحه- فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمد
بن علي وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ فالزم هؤلاء أبدا و إياك و من ذكرت لك-
فإذا خرج رجل منهم معه
[3]- قال الجزري في النهاية: و منه حديث علي«
يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف» أي قطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخريف لأنه
أول الشتاء و السحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض
بعد ذلك.