23- عن الزهري قال:
قال علي بن الحسين ع لو مات بين المشرق و المغرب- لما استوحشت بعد أن يكون القرآن
معي، كان إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يكررها و يكاد أن
يموت[2].
24- عن الحسن بن محمد
الجمال عن بعض أصحابنا قال بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أن
وجه إلى محمد بن علي بن الحسين و لا تهيجه و لا تروعه، و اقض له حوائجه، و قد كان
ورد على عبد الملك رجل من القدرية[3] فحضر جميع
من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال ما لهذا إلا محمد بن علي، فكتب إلى صاحب
المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه- فقال له أبو جعفر ع
إني شيخ كبير لا أقوى على الخروج- و هذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه فلما
قدم على الأموي ازدراه[4] لصغره- و
كره أن يجمع بينه و بين القدري مخافة أن يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر
لمخاصمة القدري، فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتها- فقال الأموي لأبي عبد
الله ع: إنه قد أعيانا أمر هذا القدري و إنما كتبت إليك لأجمع بينك و بينه- فإنه
لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه، فقال: إن الله يكفيناه قال: فلما اجتمعوا- قال القدري
لأبي عبد الله ع: سل عما شئت، فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرأها- و قال
الأموي- و أنا معه-: ما في سورة الحمد علينا إنا لله و إنا إليه راجعون قال: فجعل
القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ
إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» فقال له جعفر ع: قف من تستعين و ما حاجتك
[1]- البحار ج 18: 336. الصافي ج 1: 53 البرهان ج
1: 51.
[2]- البحار ج 18: 336 و ج 19: 59 البرهان ج 1: 52
و في رواية الكليني( قده)« حتى يكاد أن يموت».
[3]- القدري في الأخبار يطلق على الجبري و على
التفويضي و المراد في هذا الخبر هو الثاني و قد أحال كل من الفريقين ما ورد في ذلك
على الآخر و قد ورد في ذمهم أحاديث كثيرة في كتب الفريقين مثل قوله لعن الله
القدرية على لسان سبعين نبيا و قوله( ص): القدرية مجوس أمتي و قوله( ص) إذا قامت
القيامة نادى مناد أهل الجمع أين خصماء الله فتقوم القدرية إلى غير ذلك.