الله ص جالسا- و فاطمة تصلي و بينهما شيء مغطى، فلما فرغت
أحضرت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز و لحم، قال: يا فاطمة أَنَّى لَكِ هذا
قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ
حِسابٍ، فقال رسول الله ص: أ لا أحدثك بمثلك و مثلها قال: بلى- قال: مثل زكريا
إذا دخل على مريم المحراب- ف وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً، قالَ: يا مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، فأكلوا منها شهرا و هي الجفنة- التي يأكل منها القائم ع و
هي عندنا[1].
42- عن إسماعيل
بن عبد الرحمن الجعفي قال قلت لأبي عبد الله ع يقول المغيرة بن عمر: إن
الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم فقال: ما له لا وفقه الله- إن امرأة عمران نذرت
ما في بطنها محررا، و المحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم «قالَتْ رَبِّ
إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى ... وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى» فلما وضعتها
أدخلتها المسجد- فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، فما تجد أياما تقضيه و هي
عليها[2] أن يكون
الدهر في المسجد[3].
43- عن أبي بصير
عن أبي عبد الله ع قال إن زكريا لما دعا ربه أن يهب له ذكرا فَنادَتْهُ
الْمَلائِكَةُ بما نادته به- أحب أن يعلم أن ذلك الصوت من الله، أوحى إليه
أن آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام، قال: فلما أمسك لسانه- و لم يتكلم
علم أنه لا يقدر على ذلك إلا الله، و ذلك قول الله: «رَبِّ اجْعَلْ لِي
آيَةً- قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً»[4].
44- عن حماد عمن
حدثه عن أحدهما قال لما سأل زكريا ربه أن يهب له ذكرا- فوهب الله له يحيى فدخله
من ذلك، فقال: «رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً- قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ
النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً» فكان يومئ برأسه و هو الرمز[5].
45- عن إسماعيل
الجعفي عن أبي جعفر ع «وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً» و الحصور الذي يأبى
النساء «وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ»[6].
[1]- البحار ج 5: 317. البرهان ج 1: 282. الصافي ج
1: 259.
[2]- و في بعض النسخ« أنى كانت تجد أياما تقضيها و
هي عليها.