عشر آيات.
لما اخبر اللّه تعالي عن قوم صالح أنهم عقروا الناقة و أنه تعالي أهلكهم بين كيف أهلكهم فقال (إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم صَيحَةً واحِدَةً) و هي المرة من الصوت بشدة عظيمة هلكوا كلهم بها، يقال: صاح يصيح صياحاً و صايحة و مصايحة و صيح به تصييحا و إنها صيحة تخلع القلوب و تهدم الأبدان لعظمها و قوله (فَكانُوا كَهَشِيمِ المُحتَظِرِ) أي صاروا كالهشيم، و هو المنقطع بالتكسير و الترضيض، هشم أنفه يهشمه إذا كسره و منه الهاشمة و هي شجة مخصوصة. و الهشم- هاهنا- يبس الشجر المتفتت ألذي يجمعه صاحب الحظيرة و (المحتظر) المبتني حظيرة علي بستانه أو غيره، تقول احتظر احتظاراً، و هو من الحظر، و هو المنع من الفعل بحائط أو غيره، و قد يکون الحظر بالنهي. و قرأ بفتح الظاء و هو المكان ألذي يحتظر فيه الهشيم. و قيل:
هشيم المحتظر قال الضحاك: هو الحظيرة تتخذ للغنم يبس فتصير رميماً. و قيل:
الهشيم حشيش يابس متفتت يجمعه المحتظر لمواشيه. و قيل: الهشيم اليبس من الشجر أجمع ألذي يفتت. و قوله (وَ لَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ) قد فسرناه و قال قتادة: فهل من طالب علم يتعلم! و فيها دلالة علي بطلان قول المجبرة، لأنه ذكر انه يسر القرآن ليتذكر العباد به، و لو کان الأمر علي ما يقولون لكان ليتذكر القليل منهم دون سائرهم.