بلدة ميتاً أي جدباً قحطاً، لا تنبت شيئاً، فأنبتت و عاشت ثم قال «كذلك الخروج» أي مثل ما أحيينا هذه الإرض الميتة بالماء، مثل ذلک نحيي الموتي يوم القيامة فيخرجون من قبورهم لأن من قدر علي أحدهما قدر علي الآخر، و إنما دخلت علي القوم شبهة من حيث انهم رأوا العادة جارية باحياء الإرض الموات بنزول المطر عليها، و لم يروا إحياء الأموات، فظنوا انه يخالف ذلک، و لو انعموا النظر لعلموا ان القادر علي أحدهما قادر علي الآخر.
كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ أَصحابُ الرَّسِّ وَ ثَمُودُ (12) وَ عادٌ وَ فِرعَونُ وَ إِخوانُ لُوطٍ (13) وَ أَصحابُ الأَيكَةِ وَ قَومُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوَّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ (15)
أربع آيات.
يقول اللّه تعالي لنبيه صَلي اللّهُ عَليه و آله تسلية له عن كفر قومه و تركهم الايمان به و مهدداً لكفار قومه أنه کما كذبوك يا محمّد هؤلاء و جحدوا نبوتك مثل ذلک كذب قبلهم من الأمم الماضية قوم نوح فأهلكهم اللّه و أغرقهم و اصحاب الرس و هم اصحاب البئر الّذين قتلوا نبيهم و رسوه فيها- في قول عكرمة- و قال الضحاك: الرس بئر قتل فيها صاحب ياسين. و قيل: الرّس بئر لم يطو بحجر و لا غيره. قال الجعدي:
تنابلة يحفرون الرساسا[1]