ينبت في جوانبه و منه شاطئ النهر جانبه، يقال أشطأ الزرع، فهو مشطئ إذا أفرخ في جوانبه «فَآزَرَهُ» أي عاونه فشد فراخ الزرع لأصول النبت و قواها يقال أزرت النبت و آزره غيره بالمد، و يقال أزر النبت و ازرته مثل رجع و رجعته و قال ابو الحسن: هما لغتان. و قال ابو عبيدة: أزره ساواه فصار مثل الأم، و فاعل (آزر) الشطأ أي أزر الشطأ الزرع، فصار في طوله «فَاستَغلَظَ» أي صار غليظاً باجتماع الفراخ مع الأصول «فَاستَوي» معه أي صار مثل الأم «عَلي سُوقِهِ» و هو جمع ساق و ساق الشجرة حاملة الشجر، و هو عوده ألذي يقوم عليه، و هو قصبته. و مثله قوي المحبة بما يخرج منها، کما قوي النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله بأصحابه.
و قوله «يُعجِبُ الزُّرّاعَ» يعني الّذين زرعوا ذلک «لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ» قيل: معناه ليغيظ بالنبي و أصحابه الكفار المشركين. و وجه ضرب هذا المثل بالزرع ألذي أخرج شطأه هو ان النبي صَلي اللّهُ عَليه و آله حين ناداهم إلي دينه کان ضعيفاً فأجابه الواحد بعد الواحد حتي كثر جمعه و قوي أمره كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفاً فيقوي حالا بعد حال حتي يغلظ ساقه و فراخه، و کان هذا من أصح مثل و أوضح بيان و قال البلخي: هو كقوله «كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ»[1] يريد بالكفار- هاهنا- الزراع واحدهم كافر، لأنه يغطي البذر، و کل شيء غطيته فقد كفرته.
و منه قولهم: تكفر بالسلاح. و قيل: ليل كافر لأنه يستر بظلمته کل شيء قال الشاعر:
في ليلة كفر النجوم غمامها[2]
أي غطاها. ثم قال «وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» يعني من عرف اللّه و وحده