ثم اخبر تعالي فقال (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ) صَلي اللّهُ عَليه و آله أرسله إلي خلقه (وَ الَّذِينَ مَعَهُ) من المؤمنين يعني المصدقين بواحدانية اللّه المعترفين بنبوته الناصرين له (أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ) لأنهم يقاتلونهم و يجاهدونهم بنية صادقة (رُحَماءُ بَينَهُم) أي يرحم بعضهم بعضاً و يتحنن بعضهم علي بعض (تَراهُم رُكَّعاً سُجَّداً) لقيامهم بالصلاة و الإتيان بها، فهم بين راكع و ساجد (يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً) اي يلتمسون بذلك زيادة نعيمهم من اللّه و يطلبون مرضاته من طاعة و ترك معصية (سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ) قال إبن عباس: اثر صلاتهم يظهر في وجوههم.
و قال الحسن. هو السمت الحسن. و قال قوم: هو ما يظهر في وجوههم من السهر بالليل. و قال مجاهد: معناه علامتهم في الدنيا من اثر الخشوع. و قيل:
علامة نور يجعلها اللّه في وجوههم يوم القيامة- في قول الحسن و إبن عباس و قتادة و عطية- و (ذلِكَ مَثَلُهُم فِي التَّوراةِ) اي وصفهم، كأنه مثلهم في التوراة (وَ مَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِ) اي وصفهم اللّه في الإنجيل (كَزَرعٍ أَخرَجَ شَطأَهُ) يشبههم بالزرع ألذي ينبت في حواليه بنات و يلحق به، فالشطأ فراخ الزرع ألذي
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 9 صفحه : 336