خمس آيات بلا خلاف.
قرأ حمزة و الكسائي إلا قتيبة و خلف (فيمسك الّتي قضي عليها) علي ما لم يسم فاعله. الباقون (قضي) بفتح القاف، و هو الأجود لان اسم اللّه تعالي قد تقدم في قوله (اللّهُ يَتَوَفَّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها) و قيل: إن الموت- هاهنا- المراد به النوم. و التوفي- هاهنا- توفي النفس لا الروح، لأن إبن عباس قال في إبن آدم نفس و روح، فإذا نام قبضت نفسه و بقيت روحه. و الروح هو ألذي يکون بها الغطيط. و النفس هي الّتي يکون بها التميز، فإذا مات قبضت نفسه و روحه.
فان قيل: كيف قال هاهنا (اللّهُ يَتَوَفَّي الأَنفُسَ) و قال في موضع آخر (تَوَفَّتهُ رُسُلُنا)[1] (و قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ)[2].
قيل: ان ألذي يتولي قبض الأرواح ملك الموت بأمر اللّه، و معه رسل و أعوان، فلذلك قال (تَوَفَّتهُ رُسُلُنا).
و حجة من بني الفعل للفاعل قوله (وَ يُرسِلُ الأُخري) و من بني للمفعول به، فلان المعني يؤل اليه. و قال الفراء تقديره اللّه يتوفي الأنفس حين موتها و يتوفي الّتي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. و قيل: توفاها نومها لقوله (وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُم بِاللَّيلِ وَ يَعلَمُ ما جَرَحتُم بِالنَّهارِ)[3].
يقول الله تعالي مخبراً عن نفسه (إِنّا أَنزَلنا عَلَيكَ) يا محمّد (الكتاب) يعني القرآن (لِلنّاسِ بِالحَقِّ). و معناه أنزلناه علي انه حق، فهذه فائدة الباء. و في ذلک حجة علي