‌من‌ طاعة اللّه‌ ‌الي‌ معاصيه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأحقاف‌ (46): الآيات‌ 21 ‌الي‌ 25]

وَ اذكُر أَخا عادٍ إِذ أَنذَرَ قَومَه‌ُ بِالأَحقاف‌ِ وَ قَد خَلَت‌ِ النُّذُرُ مِن‌ بَين‌ِ يَدَيه‌ِ وَ مِن‌ خَلفِه‌ِ أَلاّ تَعبُدُوا إِلاَّ اللّه‌َ إِنِّي‌ أَخاف‌ُ عَلَيكُم‌ عَذاب‌َ يَوم‌ٍ عَظِيم‌ٍ (21) قالُوا أَ جِئتَنا لِتَأفِكَنا عَن‌ آلِهَتِنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن‌ كُنت‌َ مِن‌َ الصّادِقِين‌َ (22) قال‌َ إِنَّمَا العِلم‌ُ عِندَ اللّه‌ِ وَ أُبَلِّغُكُم‌ ما أُرسِلت‌ُ بِه‌ِ وَ لكِنِّي‌ أَراكُم‌ قَوماً تَجهَلُون‌َ (23) فَلَمّا رَأَوه‌ُ عارِضاً مُستَقبِل‌َ أَودِيَتِهِم‌ قالُوا هذا عارِض‌ٌ مُمطِرُنا بَل‌ هُوَ مَا استَعجَلتُم‌ بِه‌ِ رِيح‌ٌ فِيها عَذاب‌ٌ أَلِيم‌ٌ (24) تُدَمِّرُ كُل‌َّ شَي‌ءٍ بِأَمرِ رَبِّها فَأَصبَحُوا لا يُري‌ إِلاّ مَساكِنُهُم‌ كَذلِك‌َ نَجزِي‌ القَوم‌َ المُجرِمِين‌َ (25)

خمس‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

قرأ عاصم‌ و حمزة و خلف‌ (‌لا‌ يري‌) بالياء مضمومة، ‌علي‌ ‌ما ‌لم‌ يسم‌ فاعله‌ (‌إلا‌ مساكنهم‌) برفع‌ النون‌. الباقون‌-‌ بالتاء‌-‌ و نصب‌ النون‌. ‌من‌ ضم‌ الياء فعلي‌ ‌ما ‌لم‌ يسم‌ فاعله‌. و ‌من‌ فتح‌ التاء، فعلي‌ الخطاب‌، و المعنيان‌ متقاربان‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لنبيه‌ صَلي‌ اللّه‌ُ عَليه‌ و آله‌ (و اذكر) ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ (أخا عاد) يعني‌ هوداً ‌عليه‌ السّلام‌ (إِذ أَنذَرَ قَومَه‌ُ) ‌ أي ‌ خوفهم‌ ‌من‌ الكفر باللّه‌ و حذرهم‌ معاصيه‌ و دعاهم‌ ‌إلي‌ طاعته‌ (بالأحقاف‌) ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: ‌هو‌ واد ‌بين‌ عمان‌ و مهوة، و ‌قال‌ ‌إبن‌ إسحاق‌:

الأحقاف‌ الرمل‌ ‌في‌ ‌ما ‌بين‌ عمان‌ ‌إلي‌ حضرموت‌. و ‌قال‌ قتادة: الأحقاف‌ رمال‌