و قتلي كمثل جذوع النخيل يغشاهم سيل منهمر[1]
و قال آخر:
سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم ما كمثلهم في النّاس من احد[2]
و قال الراجز:
و صاليات ككما توثقين[3]
الثاني- قال الرماني: إنه بلغ في نفي الشبيه إذا نفي مثله، لأنه يوجب نفي الشبهة علي التحقيق و التقدير، و ذلک انه لو قدر له مثل لم يكن له مثل صفاته و لبطل ان يکون له مثل و لنفرده بتلك الصفات، و بطل ان يکون مثلا له فيجب أن يکون من له مثل هذه الصفات علي الحقيقة لا مثل له أصلا إذ لو کان له مثل لم يكن هو بصفاته و کان ذلک الشيء الآخر هو ألذي له تلك الصفات، لأنها لا تصح إلا لواحد في الحقيقة و هذا لا يجوز أن يشبه بشبه حقيقة، و لا بلاغة فوجب التبعيد من الشبه لبطلان شبه الحقيقة.
الثالث- وجه کان المرتضي علي بن الحسين الموسوي (رحمة اللّه عليه) جارانا فيه فاتفق لي بالخاطر وجه قلته فاستحسنه و استجاده، و هو ان لا تكون الكاف زائدة و يکون المعني انه نفي ان يکون لمثله مثل و إذا ثبت انه لا مثل لمثله فلا مثل له ايضاً. لأنه لو کان له مثل لكان له أمثال، لأن الموجودات علي ضربين:
أحدهما- لا مثل له، كالقدرة فلا أمثال لها ايضاً. و الثاني- له مثل كالسواد و البياض و اكثر الأجناس فله أمثال ايضاً و ليس في الموجودات ماله مثل واحد فحسب، فعلم بذلك ان المراد انه لا مثل له أصلا من حيث لا مثل لمثله.
و قوله (وَ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) معناه انه علي صفة يجب ان يسمع المسموعات