خمس آيات بلا خلاف.
قوله «وَ إِمّا يَنزَغَنَّكَ» أصله (إن) الّتي للشرط و زيد عليها (ما) تأكيداً فأشبه ذلک القسم، فلذلك دخلت نون التأكيد في قوله «ينزغنك» کما تقول:
و اللّه ليخرجن. و النزغ النخس بما يدعوا إلي الفساد و منه قوله «مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَينِي وَ بَينَ إِخوَتِي»[1] فنزغ الشيطان وسوسته و دعاؤه إلي معصية اللّه بإيقاع العداوة بين من يجب موالاته، يقال نزغ ينزغ نزغاً فهو نازغ بين رجلين.
و فلان ينزغ فلاناً كأنه ينخسه بما يدعوه إلي خلاف الصواب. و المعني و إن ما يدعوك إلي المعاصي نزغ من الشيطان بالإغواء و الوسوسة «فَاستَعِذ بِاللّهِ» و معناه اطلب الاعتصام من شره من جهة اللّه و احذر منه و امتنع من جهته بقوة اللّه، فنحن نستعيذ باللّه من شر کل شيطان و شر کل ذي شر من انس و جان.
و قوله «إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ» يعني انه سميع لأقوالكم من الاستعاذة و غيرها عليم بضمائركم قادر علي إجابة دعائكم و قوله «وَ مِن آياتِهِ اللَّيلُ وَ النَّهارُ وَ الشَّمسُ وَ القَمَرُ» معناه و من أدلته و حججه الباهرة الدالة علي توحيده و صفاته الّتي باين بها خلقه الليل بذهاب الشمس عن بسيط الإرض و النهار بطلوعها علي وجهها بالمقادير الّتي أجريا عليه و رتبا فيه بما يقتضي تدبير عالم بهما قادر علي تصريفهما،