responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 126

و ‌قيل‌: معني‌ الحسنة‌-‌ هاهنا‌-‌ المداراة. و السيئة المراد بها الغلظة. فأدب‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ عباده‌ بهذا الأدب‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ «فَإِذَا الَّذِي‌ بَينَك‌َ وَ بَينَه‌ُ عَداوَةٌ كَأَنَّه‌ُ وَلِي‌ٌّ حَمِيم‌ٌ» معناه‌ دار القوم‌ و ‌لا‌ تغلظ ‌عليهم‌ ‌حتي‌ كأن‌ عدوك‌ ‌ألذي‌ يعاديك‌ ‌في‌ الدين‌ بصورة وليك‌ ‌من‌ حسن‌ عشرتك‌ ‌له‌ و بشرك‌ ‌له‌. و يدعو ‌ذلک‌ ايضاً عدوك‌ ‌إلي‌ ‌أن‌ يصير لك‌ كالولي‌ الحميم‌. و ‌قيل‌: المراد ‌ان‌ ‌من‌ أساء اليك‌ فأحسن‌ اليه‌ ليعود عدوك‌ وليك‌. و كأنه‌ حميمك‌. و الحميم‌ القريب‌ ‌ألذي‌ يحم‌ لغضب‌ صاحبه‌.

و ‌قوله‌ «وَ ما يُلَقّاها إِلَّا الَّذِين‌َ صَبَرُوا» معناه‌ ‌ما يعطي‌ ‌هذه‌ الخصلة ‌في‌ رفع‌ السيئة بالحسنة ‌إلا‌ ذو نصيب‌ ‌في‌ الخير عظيم‌. و ‌قيل‌: معناه‌ و ‌ما يلقاها يعني‌ البشري‌ بالجنة و الامان‌ ‌من‌ العذاب‌ ‌إلا‌ ‌الّذين‌ صبروا ‌علي‌ طاعة اللّه‌ و الجهاد ‌في‌ دينه‌ «وَ ما يُلَقّاها» ايضاً «إِلّا ذُو حَظٍّ عَظِيم‌ٍ» ‌من‌ الثواب‌ و الخير و ‌قد‌ لقي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ جميع‌ الخلق‌ مثل‌ ‌ما لقي‌ ‌من‌ صبر، ‌غير‌ ‌ان‌ فيهم‌ ‌من‌ ‌لم‌ يتلقه‌ ‌کما‌ يتلقاه‌ ‌من‌ صبروا و قبلوا ‌ما أمرهم‌ اللّه‌ ‌به‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ فصلت‌ (41): الآيات‌ 36 ‌الي‌ 40]

وَ إِمّا يَنزَغَنَّك‌َ مِن‌َ الشَّيطان‌ِ نَزغ‌ٌ فَاستَعِذ بِاللّه‌ِ إِنَّه‌ُ هُوَ السَّمِيع‌ُ العَلِيم‌ُ (36) وَ مِن‌ آياتِه‌ِ اللَّيل‌ُ وَ النَّهارُ وَ الشَّمس‌ُ وَ القَمَرُ لا تَسجُدُوا لِلشَّمس‌ِ وَ لا لِلقَمَرِ وَ اسجُدُوا لِلّه‌ِ الَّذِي‌ خَلَقَهُن‌َّ إِن‌ كُنتُم‌ إِيّاه‌ُ تَعبُدُون‌َ (37) فَإِن‌ِ استَكبَرُوا فَالَّذِين‌َ عِندَ رَبِّك‌َ يُسَبِّحُون‌َ لَه‌ُ بِاللَّيل‌ِ وَ النَّهارِ وَ هُم‌ لا يَسأَمُون‌َ (38) وَ مِن‌ آياتِه‌ِ أَنَّك‌َ تَرَي‌ الأَرض‌َ خاشِعَةً فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزَّت‌ وَ رَبَت‌ إِن‌َّ الَّذِي‌ أَحياها لَمُحي‌ِ المَوتي‌ إِنَّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ (39) إِن‌َّ الَّذِين‌َ يُلحِدُون‌َ فِي‌ آياتِنا لا يَخفَون‌َ عَلَينا أَ فَمَن‌ يُلقي‌ فِي‌ النّارِ خَيرٌ أَم‌ مَن‌ يَأتِي‌ آمِناً يَوم‌َ القِيامَةِ اعمَلُوا ما شِئتُم‌ إِنَّه‌ُ بِما تَعمَلُون‌َ بَصِيرٌ (40)

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست