نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 524
و في قراءة عبد اللّه (و إن إدريس لمن المرسلين سلام علي إدراسين) و قيل أيضاً إنه جمع، لأنه أراد الياس و من آمن معه من قومه، و قال الشاعر:
فجعل إبن الزبير أبا خبيباً و من کان علي رأيه عدداً و لم يضفهم بالياء فيقول: خبيبين، فخفف في الشعر مثل الأشعرين، و کما قالوا: سيرة العمرين و خير الزهدمين، و إنما أحدهما زهدم و الآخر كردم. و قال قوم: تقديره علي (آل ياسين) فخفف، لأنه أراد الياساً و قومه، کما قالوا: الأشعرون و المهليون. قال الشاعر:
انا إبن سعد أكرم السعدينا
و كلهم قرأ (و إن الياس) بقطع الهمزة إلا ان أبا عامر، فانه فصل الهمزة و أسقطها في الدرج، فإذا ابتدأ فتحها، قال ابو علي النحوي: يجوز أن يکون حذف الهمزة حذفاً، کما حذفها ابو جعفر في قوله (إِنَّها لَإِحدَي الكُبَرِ)[2] و يحتمل أن تكون الهمزة الّتي تصحب لام التعريف، و هي تسقط في الدرج، و أصله (ياس).
اخبر اللّه تعالي أن الياس من جملة من أرسله اللّه إلي خلقه نبياً داعياً إلي توحيده و طاعته حين (قالَ لِقَومِهِ أَ لا تَتَّقُونَ) اللّه بترك معاصيه و فعل طاعاته، فاللفظ لفظ الاستفهام و المراد به الإنكار، کما يقول القائل ألا تتقي الله يا فلان في أن تظلم أو تزني، و ما أشبه ذلک، و إنما يريد بذلك الإنكار. ثم قال لهم (أَ تَدعُونَ بَعلًا) قال الحسن و الضحاك و إبن زيد:
المراد بالبعل- هاهنا- صنم كانوا يعبدونه، و البعل في لغة اهل اليمن هو