تسع آيات بلا خلاف.
حكي اللّه تعالي عن ابراهيم (ع) أنه قال بعد قوله: إن اللّه ألذي يشفيه إذا مرض «وَ الَّذِي يُمِيتُنِي» بعد أن كنت حياً «ثُمَّ يُحيِينِ» أي يحيني بعد أن أكون ميتاً يوم القيامة (وَ الَّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَومَ الدِّينِ) أي يوم الجزاء و هذا انقطاع منه (ع) الي اللّه دون أن يکون له خطيئة يحتاج ان تغفر له يوم القيامة، لان عندنا أن القبائح كلها لا تقع منهم (ع)، و عند المعتزلة الصغائر الّتي تقع منهم محبطة، فليس شيء منها بمغفور يحتاج ان يغفر لهم يوم القيامة. و قيل: إن الطمع- هاهنا- بمعني العلم دون الرجاء و كذلك في قوله (إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا)[1] کما ان الظن يکون بمعني العلم.
و قيل: ان ذلک خرج مخرج التلطف في الدعاء بذكر ما يتيقن انه كائن. کما انه إذا جاء العلم علي المظاهرة في الحجاج و ذكر بالظن.
ثم حكي انه سأل اللّه تعالي فقال (رَبِّ هَب لِي حُكماً) و الحكم بيان الشيء علي ما تقتضيه الحكمة، فسأل ذلک ابراهيم، من حيث کان طريقاً للعلم بالأمور.
و قوله (وَ أَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ) معناه افعل بي من اللطف ما يؤديني الي الصلاح. و الاجتماع مع النبيين في الثواب. و في ذلک دلالة علي عظم شأن الصلاح و صلاح العبد هو الاستقامة علي ما أمر اللّه به و دعا اليه.
و قوله (وَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَ) اي ثناء حسناً في آخر الأمم، فأجاب