خمس آيات بلا خلاف.
حكي اللّه سبحانه عن الكفار و سوء اختيارهم أنه (إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنزَلَ اللّهُ) من القرآن و الأحكام و اعملوا بموجبه و اقتدوا به (قالوا) في الجواب عن ذلک (بَل نَتَّبِعُ ما وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا) من عبادة الأصنام، و لا نتبع ذلک، فقال اللّه تعالي منكراً عليهم (أَ وَ لَو كانَ الشَّيطانُ يَدعُوهُم إِلي عَذابِ السَّعِيرِ) و معناه إنكم تتبعون ما وجدتم عليه آباءكم، و لو کان ذلک يدعوكم الي عذاب جهنم؟. و ادخل علي واو العطف ألف الاستفهام علي وجه الإنكار.
ثم قال (وَ مَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَي اللّهِ) أي يوجه طاعته الي الله و يقصد وجهه بها دون الرياء و السمعة (وَ هُوَ مُحسِنٌ) اي لا يخلط طاعاته بالمعاصي (فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي) أي من فعل ما وصفه فقد تعلق بالعروة الوثيقة الّتي لا يخشي انتقاضها، و التوثق امتناع سبب الانتقاض، لأن البناء الموثق قد جعل علي امتناع سبب الانتقاض، و ما ليس بموثق علي سبب الانتقاض.
ثم قال (وَ إِلَي اللّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ) أي اليه ترجع أواخر الأمور علي وجه