خمس آيات بلا خلاف.
حكي الله تعالي عن أم موسي أنها قالت لأخت موسي: قصيه أي اتبعي اثره، يقال قصه يقصه قصاً إذ اتبع اثره، و منه القصص، لأنه حديث يتبع بعضه بعضاً يتبع الثاني للأول، و الاقتصاص اتباع الجاني في الأخذ بمثل جنايته في النفس.
«فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ» معني (فَبَصُرَت بِهِ) رأته، و هو لا يتعدي إلا بحرف الجر. و الرؤية تتعدي بنفسها، و قال مجاهد: معناه عن بعد، و مثله أبصرته عن جنابة قال الأعشي:
أتيت حريثاً زائراً عن جنابة فكان حريث عن عطائي جامداً[1]
أي عن بعد، و قيل: معني «عن جنب» عن مكان جنب، و هو الجانب لأن الجنب صفة وقعت موقع الموصوف لظهور معناه، و کان ذلک احسن و أوجز «وَ هُم لا يَشعُرُونَ» قال قتادة: معناه و آل فرعون لا يشعرون انها أخته.
و قوله «وَ حَرَّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ» و هي جمع مرضعة و معناه منعناه منهن و بغضناهن اليه، فكان ذلک كالمنع و النهي، لا أن هناك نهياً عن الفعل، قال الشاعر:
جاءت لتصرعني فقلت لها اقصري اني امرؤ صرعي عليك حرام[2]
اي ممتنع فاني فارس أمنعك من ذلک، و مثله قولهم: فلان حرم علي