معناه فارغاً من کل شيء إلا من ذكر موسي. و قال الحسن و إبن زيد و إبن إسحاق: فارغاً من وحينا بنسيانه، فإنها نسيت ما وعدها اللّه به. و قيل: فارغاً من الحزن لعلمها بأن ابنها ناج سكوناً الي ما وعد اللّه و قبلت به. و قوله «إِن كادَت لَتُبدِي بِهِ» قال إبن عباس و قتادة و السدي: معناه كادت لتبدي بذكر موسي. و تقول: يا ابناه. و قيل: ان كادت لتبدي بالوحي. و قوله «لَو لا أَن رَبَطنا عَلي قَلبِها» فالربط علي القلب تقويته علي الأمر حتي لا يخرج منه الي ما لا يجوز، و جواب (لو لا) محذوف، و تقديره لو لا أن ربطنا علي قلبها لأظهرته. و قوله «لِتَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ» معناه فعلنا ذلک بها لتكون من جملة المؤمنين المصدقين بتوحيد اللّه و عدله.
وَ قالَت لِأُختِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَت بِهِ عَن جُنُبٍ وَ هُم لا يَشعُرُونَ (11) وَ حَرَّمنا عَلَيهِ المَراضِعَ مِن قَبلُ فَقالَت هَل أَدُلُّكُم عَلي أَهلِ بَيتٍ يَكفُلُونَهُ لَكُم وَ هُم لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدناهُ إِلي أُمِّهِ كَي تَقَرَّ عَينُها وَ لا تَحزَنَ وَ لِتَعلَمَ أَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ (13) وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ استَوي آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ كَذلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ (14) وَ دَخَلَ المَدِينَةَ عَلي حِينِ غَفلَةٍ مِن أَهلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هذا مِن شِيعَتِهِ وَ هذا مِن عَدُوِّهِ فَاستَغاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَي الَّذِي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسي فَقَضي عَلَيهِ قالَ هذا مِن عَمَلِ الشَّيطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)