«وَ ساءَت‌ مُرتَفَقاً»[1] و ‌هي‌ ‌في‌ النصب‌ كقول‌ الشاعر:

و لقد علمت‌ ‌إذا‌ الرياح‌ تروحت‌        هدج‌ الرئال‌ تكبهن‌ شمالًا[2]

‌ أي ‌ تكبهن‌ الرياح‌ شمالا، فكأنه‌ ‌قال‌ كبرت‌ تلك‌ الكلمة. و روي‌ ‌عن‌ بعض‌ المكيين‌ انه‌ قرأ ‌ذلک‌ بالرفع‌، كقولهم‌: كبر قولك‌، و كبر شأنك‌، فعلي‌ ‌هذا‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ ‌في‌ ‌قوله‌ (كبرت‌) مضمر، بل‌ ‌يکون‌ صفة الكلمة، و الأول‌ أقوي‌، لإجماع‌ القراء ‌علي‌ النصب‌، و ‌هذا‌ شاذ، و تأويل‌ الكلام‌: عظمت‌ الكلمة كلمة تخرج‌ ‌من‌ أفواه‌ هؤلاء القوم‌ «الَّذِين‌َ قالُوا اتَّخَذَ اللّه‌ُ وَلَداً» ‌او‌ الملائكة بنات‌ اللّه‌.

و ‌قوله‌ «إِن‌ يَقُولُون‌َ إِلّا كَذِباً» معناه‌ ليس‌ يقول‌ هؤلاء القائلون‌ «اتَّخَذَ اللّه‌ُ وَلَداً» ‌إلا‌ كذباً، و فرية افتروها ‌علي‌ اللّه‌-‌ عز و جل‌-‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الكهف‌ (18): الآيات‌ 6 ‌الي‌ 8]

فَلَعَلَّك‌َ باخِع‌ٌ نَفسَك‌َ عَلي‌ آثارِهِم‌ إِن‌ لَم‌ يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيث‌ِ أَسَفاً (6) إِنّا جَعَلنا ما عَلَي‌ الأَرض‌ِ زِينَةً لَها لِنَبلُوَهُم‌ أَيُّهُم‌ أَحسَن‌ُ عَمَلاً (7) وَ إِنّا لَجاعِلُون‌َ ما عَلَيها صَعِيداً جُرُزاً (8)

ثلاث‌ آيات‌ بلا خلاف‌.

يقول‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ لنبيه‌ ‌محمّد‌ (ص‌) «فلعلك‌» ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ قاتل‌ نفسك‌ و مهلكها ‌علي‌ آثار قومك‌ ‌الّذين‌ قالوا: «لَن‌ نُؤمِن‌َ لَك‌َ حَتّي‌ تَفجُرَ لَنا مِن‌َ الأَرض‌ِ يَنبُوعاً ...»[3]

تمرداً منهم‌ ‌علي‌ ربهم‌ بأنهم‌ ‌لم‌ يؤمنوا بهذا الكتاب‌ ‌ألذي‌ أنزلته‌ عليك‌، فيصدقوا بأنه‌