وقت الإهلاك فوران التنور بالماء. فقال له: إذا جاء ذلک الوقت «فَاسلُك فِيها» يعني في السفينة، و کان فوران الماء من التنور المسجور بالنار، معجزة لنوح (ع) و دلالة علي صدقه، و أكثر المفسرين علي أنها التنور الّتي يخبر فيها. و
روي عن علي (ع) انه أراد طلوع الفجر.
و يقال: سلكته و أسلكته، فيه لغتان، کما قال الشاعر:
و كنت لزاز خصمك لم أعرّد و قد سلكوك في يوم عصيب[1]
و قال الهذلي:
حتي إذا أسلكوهم في قتائدة شلا کما تطرد الجمالة الشردا[2]
و قيل: سلكته فيه حذف، لان تقديره سلكت به فيه. و معني «فَاسلُك فِيها» احمل فيها و ادخل الي السفينة «مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ» أي من کل زوجين، من الحيوان. اثنين: ذكراً و أنثي. و الزوج واحد له قرين من جنسه و قوله «و أهلك» أي أجمل أهلك معهم، يعني الّذين آمنوا معك (إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ) بالإهلاك منهم (وَ لا تُخاطِبنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) اي لا تسلني في الظالمين أنفسهم بالاشراك معي ف (إِنَّهُم مُغرَقُونَ) هالكون. ثم قال له (فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ) يا نوح (وَ مَن مَعَكَ عَلَي الفُلكِ) و استقررتم فيه و علوتم عليه، و تمكنتم منه فقل شكراً للّه (الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي نَجّانا) و خلصنا (مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ) لنفوسهم بجحدهم توحيد الله.
و قل داعياً (رَبِّ أَنزِلنِي مُنزَلًا مُبارَكاً وَ أَنتَ خَيرُ المُنزِلِينَ) و قال الجبائي: المنزل المبارك هو السفينة. و قال مجاهد: قال ذلک حين خرج من السفينة. و قال الحسن:
کان في السفينة. سبعة انفس من المؤمنين، و نوح ثامنهم. و قيل: ستة. و قيل: