خمس آيات.
قرأ الكسائي وحده «فيحل عليكم» بضم الحاء، و كذلك «من يحلل» بضم اللام. الباقون- بكسرها- و لم يختلفوا في الكسر من قوله «أَن يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبِّكُم»[1] يقال حل بالمكان يحل إذا نزل به، و حل يحل- بالكسر- بمعني وجب.
قوله «كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم» صورته صورة الأمر و المراد به الاباحة، لان اللّه تعالي لا يريد المباحات من الأكل و الشرب في دار التكليف.
و الطيبات معناه الحلال. و قيل معناه المستلذات.
و قوله «وَ لا تَطغَوا فِيهِ» معناه لا تتعدوا فيه فتأكلوه علي وجه حرمه اللّه عليكم، فتتعدون فيه بمعصية اللّه، و يمكن ترك الأكل علي وجه حرمه اللّه الي وجه أباحه اللّه علي الوجه ألذي أذن فيه، و علي وجه الطاعة أيضاً، للاستعانة به علي غيره من طاعة اللّه.
و قوله «فَيَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبِي» معناه متي طغيتم فيه و اكلتموه علي وجه الحرام، نزل عليكم غضبي، علي قراءة من ضم الحاء. و من كسره، معناه يجب عليكم غضبي ألذي هو عقاب اللّه.
ثم اخبر تعالي أن من حل غضب اللّه عليه «فَقَد هَوي» يعني هلك، لأن من هوي من علو الي سفل، فقد هلك. و قيل: هو بمعني تردي و قيل: معناه هوي الي النار.