أنا ابو النجم و شعري شعري[1]
و قال الزجاج: فغشيهم من اليم ما غرقهم. و قال الفراء: معناه «فَغَشِيَهُم مِنَ اليَمِّ ما غَشِيَهُم» لأنه ليس الماء كله غشيهم، و انما غشيهم بعضه. و قال قوم: معناه «فَغَشِيَهُم» يعني أصحاب فرعون «مِنَ اليَمِّ» ما غشي قوم موسي إلا أن اللّه غرق هؤلاء، و نجا أولئك. و يجوز أن يکون المراد: فغشيهم من قبل اليم ألذي غشيهم من الموت و الهلاك، فكأنه قال: ألذي غشيهم من الموت و الهلاك کان من قبل البحر إذ غشيهم، فيكون (غشيهم) الاول للبحر، و (غشيهم) الثاني للهلاك و الموت.
و قوله «وَ أَضَلَّ فِرعَونُ قَومَهُ وَ ما هَدي» معناه أنه دعاهم الي الضلال و أغواهم، فضلوا عنده، فنسب اليه الضلال. و قيل: إن معناه أستمر بهم علي الضلالة فلذلك قيل «وَ ما هَدي». ثم عدد اللّه علي بني إسرائيل نعمه، بأن قال «يا بَنِي إِسرائِيلَ قَد أَنجَيناكُم» أي خلصناكم «مِن عَدُوِّكُم» فرعون «وَ واعَدناكُم جانِبَ الطُّورِ الأَيمَنَ» معناه إن اللّه واعدكم جانب الجبل ألذي هو الطور، لتسمعوا كلام اللّه لموسي بحضرتكم هناك «وَ نَزَّلنا عَلَيكُمُ المَنَّ وَ السَّلوي» يعني في زمان التيه أنزل عليهم المن، و هو ألذي يقع علي بعض الأشجار، و السلوي طائر أكبر من السمان.
كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَ لا تَطغَوا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبِي وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوي (81) وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي (82) وَ ما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا مُوسي (83) قالَ هُم أُولاءِ عَلي أَثَرِي وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضي (84) قالَ فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ (85)