و يقال جذه اللّه جذ الصليانة، و هي نبات. و قوله (عطاء) نصب علي المصدر بما يدل عليه الأول كأنه قال أعطاهم النعيم عطاء غير مجذوذ.
فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ مِمّا يَعبُدُ هؤُلاءِ ما يَعبُدُونَ إِلاّ كَما يَعبُدُ آباؤُهُم مِن قَبلُ وَ إِنّا لَمُوَفُّوهُم نَصِيبَهُم غَيرَ مَنقُوصٍ (109)
آية بلا خلاف.
نهي اللّه تعالي نبيه- و المراد به أمته- ان يكونوا في شك من عبادة هؤلاء يعني الكفار الّذين تقدم ذكرهم، و انه باطل. و (المرية)- بكسر الميم و ضمها- الشك مع ظهور الدلالة البينة. و أصله مري الضرع ليدر بعد دروره، فلا معني له إلا العبث بفعله.
و قوله «ما يَعبُدُونَ إِلّا كَما يَعبُدُ آباؤُهُم مِن قَبلُ» أنهم مقلدون في عبادتهم الأوثان، کما کان آباؤهم كذلك.
و قوله «وَ إِنّا لَمُوَفُّوهُم نَصِيبَهُم غَيرَ مَنقُوصٍ» أخبار منه تعالي انه يعطيهم- علي جهة الوفاء- قسمتهم من خير أو شر علي قدر استحقاقهم- في قول إبن عباس- و قال إبن زيد: ما يستحقونه من العذاب من غير ان ينقص منه شيء علي وجه العقوبة بعد أن يوفوا ما حكم لهم به من الخير في الدنيا.
و (النصيب) القسم المجعول لصاحبه و منه أنصباء الورثة. و النصيب الحظ و النقص البخس و المنقوص المبخوس.
وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَاختُلِفَ فِيهِ وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَينَهُم وَ إِنَّهُم لَفِي شَكٍّ مِنهُ مُرِيبٍ (110)