نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 71
و مثله «وَ أَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ»[1] يعني ملاقح فجاء علي حذف الزيادة، فعلي هذا يکون أصله أسعدوا بحذف الزائد. و حكي البلخي انهما لغتان- ضم السين- لغة هذيل، و فتحها لغة سائر العرب.
المعني:
لما اخبر اللّه تعالي أن الّذين شقوا بفعلهم المعاصي و استحقوا الخلود في النار، اخبر ان الّذين سعدوا بطاعات اللّه و الانتهاء عن معاصيه يكونون في الجنة «ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ» و معني ما دامت السموات و الإرض المصدر، كأنه قال دوام السموات و الإرض الا مشيئة ربك، و فيه حسن التقابل، و فيه جميع ما ذكرناه في الاستثناء من الخلود في النار إلا الوجهين الّذين ذكرناهما في جواز إخراج بعض الأشقياء ممن تناول الوعيد لهم و إخراجهم من النار بعد دخولهم فيها، فان ذلک لا يجوز- هاهنا- لإجماع الأمة علي أن کل مستحق للثواب لا بد أن يدخل الجنة، و لا يخرج منها بعد دخوله فيها.
و قيل فيه وجه آخر يوافق ما قلناه في الآية الاولي، و هو أن يکون المعني «أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا» بطاعات اللّه يدخلون الجنة خالدين فيها، و استثني من جملتهم من کان مستحقاً للنار، و أراد اللّه عقابهم. ثم إخراجهم منها فكأنه قال خالدين فيها الا مدة ما كانوا معاقبين في النار، ذهب اليه الضحاك و هو يليق بقولنا في الارجاء.
و قوله «عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ» يعني غير مقطوع- في قول إبن عباس، و مجاهد، و قتادة، و الضحاك- يقال جذّه يجذه جذّاً فهو جاذ، و جذ اللّه أثرهم قال النابغة:
يجذّ السلوقي المضاعف نسجه و يوقد بالصفاح نار الحباحب[2]
[1] سورة الحجر آية 22. [2] ديوانه: 44 و تفسير القرطبي 9: 103 و اللسان (حبحب)، (سلق)، (صفح) و روايته (تقد) بدل (يجذ) و (توقد) بدل (يوقد).
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 71