نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 527
ما أتيت به، و أنه ليس بسحر، علماً صحيحاً كعلم العقلاء، فصارت الحجة عليه من هذا الوجه. و رويت هذه القراءة عن أمير المؤمنين (ع) يقول اللّه تعالي مخبراً عمّا أعطي موسي من الآيات و ذكر أنها تسع آيات معجزات بينات ظاهرات دالات علي صحة نبوته. و اختلفوا في هذه التسع:
فقال إبن عباس و الضحاك: هي يد موسي، و عصاه، و لسانه، و البحر، و الطوفان، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم «آياتٍ مُفَصَّلاتٍ». و قال محمّد إبن كعب القرطي: الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و البحر، و عصاه و الطمسة، و الحجر. و الطمسة دعاء موسي و تأمين هرون، فقال اللّه تعالي «قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما»[1] و في رواية عكرمة عن إبن عباس، و مطر الوراق: الطوفان و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و العصا، و اليد، و السنون، و نقص من الثمرات. و به قال الشعبي و مجاهد. و قال الحسن مثل ذلک، غير أنه جعل الأخذ بالسنين و نقص الثمرات آية واحدة. و جعل التاسعة تلقف العصا ما يأفكون.
2» (هن لا تشركوا باللّه شيئاً و لا تسرقوا، و لا تزنوا، و لا تقلوا النفس الّتي حرمها اللّه الا بالحق، و لا تمشوا ببريء إلي السلطان يقتله، و لا تسحروا، و لا تأكلوا الربو، و لا تقذفوا المحصنة، و لا تولوا الفرار يوم الزحف، و عليكم خاصة يا يهود أن لا تعتدوا في السبت)« فقبل يده، و قال أشهد أنك نبيُّ اللّه.
و قوله «فَسئَل بَنِي إِسرائِيلَ» أمر النبي أن يسأل بني إسرائيل «إذ جاءهم موسي». و قال الحسن عن إبن عباس، قال: معناه سؤالك إياهم، نظرك في القرآن. و روي عن إبن
[1] سورة 10 يونس آية 89 [2] في بعض المخطوطات (لا تسخروا في السبت) و في بعضها (لا تصيدوا في السبت) و قد أثبتنا ما في المطبوعة لموافقته لقوله تعالي «لا تَعدُوا فِي السَّبتِ»في سورة النساء آية 154، و في سورة البقرة آية 65 «وَ لَقَد عَلِمتُمُ الَّذِينَ اعتَدَوا مِنكُم فِي السَّبتِ» و في سورة الاعراف آية 162 «إِذ يَعدُونَ فِي السَّبتِ»باماعليهفيعباس أنه کان يقرأ «فَسئَل بَنِي إِسرائِيلَ»
يعني فسأل موسي فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه.
و قوله «فَقالَ لَهُ فِرعَونُ» حكاية عما قال فرعون لموسي «إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسي مَسحُوراً» أي معطاً علم السحر بهذه العجائب الّتي تفعلها من سحرك، و قد يجوز أن يکون المراد «إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسي» ساحراً، فوضع (مفعول) موضع (فاعل)، مثل مشؤوم و ميمون موضع شائم و يأمن. و قيل معناه: إنك سحرت، فأنت تحمل نفسك علي ما يقوله السحر ألذي بك و قيل مسحور بمعني مخدوع.
و قوله «قالَ لَقَد عَلِمتَ» حكاية عما أجاب به موسي فرعون فإنه قال «لَقَد عَلِمتَ» يا فرعون أنّ ما جئت به ليس بسحر و إني صادق. و من قرأ بضم التاء معناه إنه لما قال له فرعون «إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسي مَسحُوراً» قال له موسي «لَقَد عَلِمتَ» اني لست كذلك و أنه ما أنزل هذه الآيات «إِلّا رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ» ألذي خلقهن و جعلهن «بصائر» أي حججاً واضحة واحدها بصيرة «وَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرعَونُ مَثبُوراً» اي ملعوناً ممنوعاً من الخير، تقول العرب ما ثبرك عن هذا الأمر أي ما منعك منه، و ما صرفك عنه، و ثبره اللّه، فهو يثبِره و يثبُره لغتان. و رجل مثبور محبوس عن الخيرات. قال الشاعر:
إذا جاري الشيطان في سنن الغي || فمن مال ميله مثبور«1»
و هو قول إبن عباس و سعيد بن جبير، و قال قوم: معناه مغلوباً، روي ذلک عن إبن عباس في رواية أخري، و به قال الضحاك. و قال مجاهد: هالكاً، و به قال قتادة. و قال عطية العوفي: مغيراً مبدلًا. و قال إبن زيد: معناه مخبولًا لا عقل له.
قوله تعالي: [سورة الإسراء (17): الآيات 103 الي 104]
فَأَرادَ أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ فَأَغرَقناهُ وَ مَن مَعَهُ جَمِيعاً (103) وَ قُلنا مِن بَعدِهِ لِبَنِي إِسرائِيلَ اسكُنُوا الأَرضَ فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ جِئنا بِكُم لَفِيفاً (104)
----------------------------------- [1] تفسير الطبري 15: 109
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 527