الرذاذ المطر الخفيف، يصف روضة و أرضاً غبّ مطرها، و كانت خضراء و قال الحسن الاستفزاز- هاهنا- الفتل.
و قوله «وَ إِذاً لا يَلبَثُونَ» بالرفع، لان (إذاً) وقعت بعد الواو، فجاز فيها الإلغاء، لأنها متوسطة في الكلام، کما انه لا بد من ان تلغي في آخر الكلام.
و قوله «سُنَّةَ مَن قَد أَرسَلنا» انتصب (سنة) بمعني لا يلبثون. و تقديره: لا يلبثون لعذابنا إياهم كسنة من قبلك، إذ فعلت أممهم مثل ذلک. ثم قال «لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحوِيلًا» اي تغييراً و انتقالًا من حالة إلي حالة اخري. بل هي علي وتيرة واحدة. ثم امر نبيه صلّي اللّه عليه و سلّم فقال «أَقِمِ الصَّلاةَ» و المراد به أمّته معه «لِدُلُوكِ الشَّمسِ» اختلفوا في الدلوك، فقال إبن عباس، و إبن مسعود، و إبن زيد: هو الغروب و الصلاة المأمور بها- هاهنا- هي المغرب، و قال إبن عباس في رواية اخري و الحسن، و مجاهد، و قتادة:
دلوكها زوالها، و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) .
و ذلک ان الناظر اليها يدلك عينيه، لشدة شعاعها. و اما عند غروبها فيدلك عينيه لقلة تبينها، و الصلاة المأمور بها عند هؤلاء الظهر، و قال الراجز:
[1] مجاز القرآن 1/ 387 و تفسير الطبري 10/ 127، 15/ 84 و اللسان و التاج (خلف) و تفسير الشوكاني 3: 239 و قد روي (عقب الربيع) و في راوية اخري (عفت الديار).
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 6 صفحه : 508